بعد غيابه عن نهائيات قطر 2022، يعتزم ماكسيم كريبو الوصول إلى كأس العالم 2026 كحارس مرمى أساسي لمنتخب كندا.
عندما كان طفلًا، لم يتمكن ماكسيم كريبو من الجلوس ساكنًا، وكان هذا الشاب المولود في كيبك متعدد المواهب يجيد العديد من الرياضات، ومع ذلك، غيرت لحظة عادية في حياته مصيره عندما كان في الثامنة فقط، فقد قال لوالديه عندما ذهب شقيقه الأكبر إلى تدريب كرة القدم: "أريد أن ألعب أنا أيضًا". ودون أن يدرك ذلك، كان قد بدأ للتو مغامرة مذهلة".
وكان السبب الذي جعله يصبح حارس مرمى بعد ذلك بعامين بسيطًا للغاية، وقال الحارس الأول للمنتخب: "كان حارسنا الأساسي غائبًا، ربما كان في إجازة. على أي حال، استدار المدرب وسأل من يريد أن يحرس المرمى في المباراة، لكن لم يرغب أحد في ذلك. فقلت، 'سأذهب إلى المرمى. لما لا؟' ومنذ ذلك الحين، لم ألعب في أي مركز أخر سوى حراسة المرمى".
ووقع كريبو في حب هذا المركز بسبب الأدرينالين والشعور الذي يولِّده هذا الدور. ومع ذلك، لم يكن يعلم أنه بعد 20 عامًا، سيستعد لكأس العالم FIFA التي ستقام على أرضه مع منتخبه بلاده.
وليس من الصعب تخيُل هوغو لوريس في سن الشباب خلال نهائيات فرنسا 1998، وهو يجلس أمام التلفاز ويستلهم بطولات فابيان بارتيز. وبالمثل، يمكن تصور مانويل نوير ومارك أندريه تير شتيغن في نهائيات كأس العالم 2002، وهما يحلمان بأن يخلفا أوليفر كان ذات يوم، ومع ذلك، كان كريبو يتعلم مهنته في وقت تراجعت خلاله كرة القدم الكندية عن الساحة العالمية، حيث كان ظهورها الأخير في كأس العالم قبل ثماني سنوات من ولادته في عام 1986.
لقد تغير كل شيء الآن، يمكن للعدد المتزايد من الأطفال الذين يلعبون كرة القدم في كندا، أن يستمدوا الإلهام من الجيل الحالي، الذي صنع لنفسه اسمًا في قطر 2022، وذلك بعد حوالي 36 عامًا من ظهوره الأول في كأس العالم، وأوضح كريبو: "عندما نذهب إلى كندا، نرى مدى تأثيرنا على الناس في الوطن. إنه أمر ممتع لأننا نفعل شيئًا يمثل أكثر من نتائجنا على أرض الملعب، في نهاية المطاف".
وتابع: "هوكي الجليد هي الرياضة الوطنية، دعونا لا نخدع أنفسنا. ولكن مع مرور الوقت، نحن نغير هذه الثقافة. مع عالم كرة القدم، ومع تزايد عدد الأطفال [لممارسة هذه الرياضة]، يتغير كل شيء في بلدنا فيما يتعلق بالثقافة، هذه المجموعة المكونة من حوالي 40 لاعبًا تعمل من أجل هذه القضية – نعم للفوز بمباريات كرة القدم، ولكن في النهاية لتغيير ثقافة بلدنا".
ولقد مرّت ست سنوات منذ أن أعلنت كندا أنها ستشارك في استضافة كأس العالم 2026 إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك. وقد حقق المنتخب الكندي تقدمًا ملحوظًا خلال تلك الفترة، مما جعل مغامرته في قطر مجرد بداية فقط. واعترف قائلًا: "أعتقد أن الأمر يبدأ من القمة مع هيكل اتحادنا. وأعتقد أن هناك بالتأكيد موهبة في أرض الملعب.. هل يمكننا، للمرة الأولى، تحقيق هذا الإنجاز والوصول إلى كأس العالم مرتين، ثم ثلاث، وأخيرًا أربع مرات متتالية؟ هذا هو ما يمكن أن يغير الأمور تمامًا".
وكتبت كندا تاريخًا جديدًا بالفعل. بعد فوزها وديًا على الولايات المتحدة بنتيجة 2-1 - وهو الفوز الأول منذ 67 عامًا - ثم تعادلها السلبي مع شريكتهما في بطولة 2026، المكسيك، أصبح من الواضح أن كندا قد بدأت ترك بصمتها تدريجيًا على الساحة العالمية.
وقال كريبو: "كيف يمكننا الوصول إلى المستوى التالي؟ يبدو الأمر غير واقعي أن نتحدث هكذا، لأننا قطعنا شوطًا طويلًا. لقد خسرنا أمام الأرجنتين بنتيجة 2-0 مرتين (في كوبا أمريكا 2024)، لكننا تمكنا من الخروج بنتيجة 0-0، كما فعلنا ضد فرنسا في مباراتنا الودية".
ومع ذلك، على عكس العديد من زملائه في الفريق، لا يستطيع كريبُو الاعتماد على خبرة عام 2022، بعد إصابته بكسر في عظمة الساق، قبل أيام قليلة من البطولة، وأضاف حارس المرمى: "كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لي. وكان الأمر أكثر صعوبة من الناحية النفسية في الأسابيع الأولى عندما كنت أشاهد المباريات. وكان لدي أصدقاء كانوا قد حجزوا بالفعل تذاكر الطائرة، وكان كل شيء جاهزًا، لذا كان الأمر أكثر تحديًا نفسيًا في البداية، ولقد جاء العمل البدني بعد كأس العالم، وليس من السهل العودة من ذلك".
ولكن اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا، عازم على الاستفادة من هذه النكسة لتحقيق مستقبل أفضل. واعترف قائلًا: "إنها بمثابة وعد قطعته على نفسي. قلت لنفسي، 'لا شك بأنني سأكون هناك في عام 2026!'".