مدرب كوريا الجديد: تجربة 2014 مؤلمة.. وتعلمت الدرس
يعود هونج ميونج-بو لمنصب المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية، بعد مرور 10 سنوات على فترته الأخيرة التي انتهت بخيبة أمل، وفي حديثه للموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يتحدث هونج عن الدروس التي تعلمها خلال العقد الماضي وطموحاته مع الفريق الحالي.
قليلون هم الأشخاص في تاريخ كرة القدم في جمهورية كوريا الذين يحملون نفس الثقل الذي يحمله هونغ ميونغ-بو؛ فقد حقق المدرب البالغ من العمر 55 عاماً نجاحات كبيرة كلاعب وكمدرب طوال مسيرته.
لم يكن من المستغرب إذاً أن يلجأ الاتحاد الكوري لكرة القدم الشهر الماضي إلى المدافع السابق في سعيهم لإيجاد بديل طويل الأمد ليورجن كلينزمان بعد أن ساءت فترة المدرب الألماني الفائز بكأس العالم بعد كأس آسيا في شباط/فبراير الماضي.
يعود هونج إلى منصب المدير الفني، يوم الخميس، عندما تواجه كوريا ضيفتها فلسطين على ستاد كأس العالم في سيؤول، ليُكمل بذلك رحلة دامت عقداً من الزمن قبل أن يعود إلى المهمة المألوفة.
وقال هونج للموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن تعيينه: "يعلم الجميع أن منصب المدير الفني للمنتخب الوطني هو منصب صعب ومُتطلب، ولكنه أيضاً شرف كبير، وأنا مُمتن لذلك".
وأوضح: "الندم من تجربتي السابقة مع المنتخب الوطني ظل يرافقني طوال حياتي، مع هذه الفرصة الجديدة، ألتزم بالوفاء بواجبي من أجل تطوير كرة القدم الكورية".
يعود هونغ إلى هذا الدور مع سمعته التي استعادها بعد نهاية مُخيبة للآمال لفترته السابقة التي استمرت 13 شهراً فقط في قيادة المنتخب الكوري، مما أدى إلى توقف مسيرته التدريبية.
أثناء مسيرته كلاعب، كانت هناك قلة من الأخطاء للاعب المخضرم الذي خاض 137 مباراة دولية، والذي أثبت نفسه كواحد من نخبة آسيا خلال مسيرة بلغت ذروتها في عام 2002 عندما قاد بلاده إلى قبل نهائي كأس العالم على أرضهم.
ولكن بينما كانت تلك البطولة نقطة عالية على أرضية الملعب، كانت كأس العالم في البرازيل بعد 12 عاماً تجربة مريرة في مسيرته التدريبية، والتي كانت حتى ذلك الحين في صعود مُستمر.
تأهل الكوريون لنهائيات كأس العالم في 2014 تحت قيادة تشوي كانج-هي، الذي تولى المنصب خلفاً للمدرب تشو كوانج-ري على أن يعود الأخير إلى جيونبوك هيونداي موتورز بعد انتهاء التصفيات.. وحلّ مكانه هونج، الذي كانت سمعته تزداد يوماً بعد يوم.
بعد أن عمل تحت قيادة ديك أدفوكات خلال كأس العالم 2006، ثم عمل إلى جانب بيم فيربيك في كأس آسيا 2007، قاد هونغ كوريا إلى ربع نهائي كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً في 2009.
وبعد ثلاث سنوات، تألق فريقه في الألعاب الأولمبية في لندن، حيث تغلبوا على اليابان ليحصدوا الميدالية البرونزية ويحققوا أول ميدالية في مسابقة كرة القدم في الألمبياد في تاريخ البلاد، كانت سمعة هونغ عالية عندما تولى المنصب خلفاً لتشوي في حزيران/يونيو 2013 وتزايدت التوقعات معه مع اقتراب النهائيات.
جاءت بداية مسيرة جمهورية كوريا في مونديال 2014 بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1 مع روسيا، لكن الخسارة المُحبطة بنتيجة 1-4 أمام الجزائر في بورتو أليجري أضرت بشدة بآمالهم في التأهل للأدوار الإقصائية، والتي انتهت بالخسارة 0-1 أمام بلجيكا.
عاد هونج والفريق إلى سيؤول وسط سيل من الانتقادات، مما دفع المدرب إلى تقديم استقالته وإعادة تقييم خططه للمستقبل.
عندما عاد أخيراً، كان ذلك في دور غير مألوف، حيث تم تعيينه كمدير تنفيذي في الاتحاد الكوري لكرة القدم، وهو المنصب الذي شغله لعدة سنوات حتى أصبحت الرغبة في العودة إلى الميدان قوية للغاية.
في بداية عام 2021 تم تعيينه مدرباً لفريق أولسان هيونداي وفي 2022 و2023 فاز بلقب الدوري الكوري مرتين على التوالي، بينما وصل مع ذات الفريق إلى قبل نهائي دوري أبطال آسيا موسم 2023-2024.
هذا النجاح قاده في النهاية للعودة إلى المنتخب الوطني، بهدف التأهل مجدداً لنهائيات كأس العالم عندما تقام منافسات البطولة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في عام 2026.
يقول هونج: "لا أعتقد أن الدور قد تغير بشكل كبير، ولكن كرة القدم نفسها قد تطورت مع مرور الوقت، الأدوار داخل الفريق أصبحت أكثر تخصصاً وتفصيلًا".
وأضاف: "عندما أنظر إلى الوراء، أُدرك أنني في عام 2014 لم أفهم كرة القدم الكورية أو لاعبي الدوري الكوري بشكل كامل كمدرب.. تجربتي كمدير تنفيذي في الاتحاد الكوري لكرة القدم سمحت لي بفهم شامل لكرة القدم الكورية واحتياجاتها، وكانت تجربة هامة في مسيرتي الكروية، كمدرب لأولسان، فهمت لاعبينا بشكل أفضل بكثير".
وتابع: "هذا هو الفرق الرئيسي بين تجربتي السابقة كمدرب للمنتخب الوطني والآن".
تبدأ مهمة هونج الجديدة بجدية بلقاء افتتاحي ضمن المجموعة الثانية ضد فلسطين، يليه بخمسة أيام رحلة إلى مسقط لمواجهة منتخب عُمان.
الفوز في هاتين المباراتين سيكون نقطة انطلاق مثالية لفترة هونغ الثانية كمدرب وعلاجاً مثالياً لفترة مضطربة عاشها المنتخب الوطني مؤخراً والتي شهدت تغيير ثلاثة مدربين مختلفين في عام 2024 وحده.
بينما يُعد هونغ البديل طويل الأمد لكلينزمان بعد مغادرة المدرب الألماني في شباط/فبراير، تولى المدربان المؤقتان هوانغ سون-هونغ وكيم دو-هون قيادة الفريق خلال المباريات الأربع التي لعبت في آذار/مارس وحزيران/يونيو.
وقال هونغ: "الأولوية الفورية هي التأهل لنهائيات كأس العالم القادمة، أعتقد أن استقرار المنتخب الوطني ونحن نستعد لخوض المرحلة النهائية من التصفيات هو المهمة الأكثر أهمية".
وأشار، بالقول: "في الحقيقة إن تأهل منتخبنا الوطني لعشر نسخ متتالية من بطولة كأس العالم يثبت مدى قوتنا في آسيا، وهذا بالتأكيد يمنحنا الثقة".
وأردف بالقول: "ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذا مُجرد سجل، على الرغم من أن عدد المنتخبات التي ستشارك في النسخة القادمة من كأس العالم سيزداد، يجب أن نستعد بمستوى معين من الجهد لتحقيق هدفنا".
وقال: "أعتقد أن أحد أفضل الطرق لتحقيق النتائج هو من خلال المقارنة، تجربتي السابقة كمدرب للمنتخب الوطني ستساعد بالتأكيد في التحضير لما هو قادم".
ستكون المباراة مع فلسطين هي أول مباراة لهونج على رأس القيادة الفنية للفريق منذ تلك الخسارة أمام بلجيكا في ساو باولو قبل أكثر من 10 سنوات، ولكن قلة وقت التحضير منذ تعيينه في تموز/يوليو لا تشغله بشكل كبير.
وختم بالقول: "بالطبع، كان من الأفضل أن نلعب بعض المباريات الودّية، لكن هذا أمر لا يُمكننا تغييره، بما أننا بحاجة إلى تحقيق النتائج على الفور، يجب علينا التحضير بشكل أكثر شمولية".