تريند

كاميّو: أنا أسعد طفل في العالم


 

لم يكن أحد يتوقع أن يصبح بطلًا، لم تكن قصته تتضمن فرصة لتحقيق المجد؛ لكن سيرخيو كاميّو، بهدوء وثقة، شق طريقه إلى سجلات كرة القدم الإسبانية، ليصبح بطلًا في ملعب بارك دي برانس.

دخل كاميّو في الدقيقة 83 من مباراته الثانية فقط في البطولة وسجل هدفين رائعين في الوقت الإضافي ليساعد إسبانيا على الفوز 5-3، مما أصاب فرنسا بالصدمة وحطم آمال الفريق المضيف بقيادة تييري هنري.

قال المدرب سانتي دينيا بعد الفوز: "كاميّو، مثل اللاعبين الآخرين، هو جزء من روح الفريق، إنه الشخص الذي دفعنا إلى الأمام، الشخص الذي دعمنا حتى دون أن يحصل على وقت كبير في الملعب، هذا يحدث فرقًا كبيرًا في المجموعة، وفي عائلة كهذه."

البطل غير المتوقع، الرجل الذي باعه دييغو سيميوني من أتلتيكو مدريد، المهاجم الذي سافر ليلعب دورًا ثانويًا، أصبح فجأة محور الاهتمام، لا أحد يريد مغادرة الملعب دون سماع كلماته.

قال اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا من مدريد، والذي اتسم بحالة من عدم التصديق والتأثر العاطفي: "بالنسبة لي، هذا كله لا يصدق، لأنني كنت من المفترض أن أكون أحد البدلاء، لكن في النهاية، حصلت على أفضل نتيجة".

مع ذلك، كان دوره في البطولة محدودًا، لقد لعب 90 دقيقة فقط ضد مصر، وهي مباراة قرر فيها سانتي دينيا تدوير الفريق من أجل إراحة معظم اللاعبين الأساسيين بعد التأهل لمرحلة خروج المغلوب بعد أول مباراتين في المجموعات، كانت تلك آخر مرة شارك بها حتى النهائي، عندما تم إدخاله في الدقيقة 83، محل القائد أبيل رويز.

مع تقدم إسبانيا بنتيجة 3-2، كانت ركلة جزاء جان فيليب ماتيتا في الدقيقة 93 تشير إلى مشكلة بالنسبة للإسبان الذين سيضطرون الآن إلى لعب الوقت الإضافي دون أبرز نجومهم الهجوميين، حيث أٌجبر رويز، وأليكس باينا، وفيرمين لوبيز على مشاهدة العودة الفرنسية الإعجازية من على مقاعد البدلاء، وكان الصخب المدوي القادم من المدرجات يحفز اللاعبين الفرنسيين الـ11 المتواجدين على أرض الملعب، وبدا أن فريق لاروخا كان يراهن على ضربات الجزاء.

لكن إسبانيا أظهرت شخصيتها وأعادت كتابة السيناريو في الوقت الإضافي، وكان كاميّو هو البطل غير المتوقع الذي قدم الحلول؛ مرتديًا الزي الأصفر الفلوري في ليلة النهائي، تمكن منتخب لاروخا من خلق فرصة وضعت المهاجم الشاب في مواجهة فردية، حيث استطاع ترجمتها إلى هدف بهدوء في شباك جيوم ريستيس، وبينما كان يحتفل بعيدًا عن المرمى، كان مهاجم رايو فايكانو يشير مرارًا إلى مقاعد البدلاء.

وأوضح كاميّو أمام وسائل الإعلام العالمية: "مدرب حراس المرمى لديه كلمة ’قدر‘ مكتوبة باللغة العربية، روبين مارتينيز قال لي إنه حلم بأنني سأحرز هدفًا في النهائي، هذا إنجاز تاريخي، لم نفز بها منذ عام 1992، قال لي إنني سأكون أنا البطل، لذلك أول شيء أود أن أقوله هو شكرًا للفريق، لأنهم لولاهم لم أكن لأؤمن بما يكفي لتحقيقه."

برز كاميّو في نظام شباب أتلتيكو مدريد وظهر لأول مرة مع الفريق الأول تحت قيادة سيميوني في عام 2019، بين فترات إعارة متعددة، تألق مع ميرانديس، حيث سجل 15 هدفًا في 37 مباراة، وأدى أداؤه إلى بيعه لرايو فايكانو، في البداية على سبيل الإعارة ثم بشكل دائم في أغسطس 2023.

ومع ذلك، كان الموسم الماضي محبطًا بالنسبة له، حيث تمكن من تسجيل أربعة أهداف فقط في 33 مباراة، في الواقع، كان آخر هدف له قبل النهائي في بارك دي برانس في 17 مارس.

قال كاميّو: "هذا هو حال كرة القدم، لقد كان عامًا صعبًا، عامًا لم تسر الأمور فيه بشكل صحيح بالنسبة لي، لم أتمكن من العثور على الشباك، لكنني لم أتوقف عن العمل بجد، حدث الشيء نفسه هنا، كنت في المدرجات لمعظم المباريات، لعبت في مباراة واحدة وخسرنا، كان لدى الناس شكوك حولي، لكن هذا يوضح فقط كيف أن كرة القدم لعبة مضحكة، لا أعرف لماذا، لكن بدا وكأنني مقدر للعب دور كبير."

بينما قال دينيا: "لا توجد أسرار كثيرة في كرة القدم، في يورو 2024، كان هناك (ميكيل) أويارزابال، الذي لم يلعب أساسيًا ولكن انتهى به الأمر بتسجيل هدف الفوز في النهائي، كاميّو، مثل الآخرين، هو جزء من روح الفريق. الشخص الذي دفعنا إلى الأمام، الشخص الذي دعمنا رغم أنه بالكاد شارك، هذا يحدث فرقًا كبيرًا في مجموعة، في عائلة كهذه."

كجزء لا يتجزأ من ديناميكية المجموعة، يسلط زملاؤه الضوء على تفاؤله وأخلاقيات عمله التي لا تعرف الكلل واحترافيته.

قال أليكس باينا مازحًا: "عانيت لمدة 40 يومًا في تلك الغرفة معه، لا أحد يعرفه أفضل مني، إنه الشخص الذي استحق هذين الهدفين أكثر من أي أحد آخر، لأنه كان يعمل بجد منذ اليوم الأول، كان يعلم أنه لن يحصل على وقت كبير للعب، لكنه انتهى به الأمر بأن يكون اللاعب الأكثر أهمية، لقد عمل بلا كلل وفي النهاية حصل على مكافأته."

وقال فيرمين لوبيز: "إنه لاعب رائع، لقد قدم مباراة رائعة، وأنا سعيد بأنه سجل تلك الأهداف في نهائي دورة الألعاب الأولمبية."

وقال كاميّو مبتسمًا، وهو يدخل التاريخ كبطل إسباني: "لطالما أردت أن أكون مثل فرناندو توريس؛ لكن اليوم أنا أسعد طفل في العالم. أعتقد أن هذا هو نتيجة إعدادي لنفسي لمثل هذه المواقف منذ أن كنت طفلًا، لقد مررت بمواقف مثل هذه في مناسبات لا تعد ولا تحصى، الأمر يتعلق بالإيمان بقدراتك ومواهبك، لم تتح لي فرصة الأداء بهذا الشكل في نهائي من قبل، والشعور لا يوصف."




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-