بقدر ما يتذكر براوليو فونتورا، فقد بدأ ممارسة كرة الصالات بقميص أحد الأندية، عندما كان يبلغ من العمر حوالي 20 أو 21 عامًا، قبل ذلك، كان الأنغولي يلعب في الشارع خارج منزله في لوبانغو، وهي بلدة جبلية تقع على ارتفاع 1700 متر.
اليوم، بعد أن بلغ الثلاثين من عمره، يرتدي الجناح القميص رقم 5 لأنغولا وهو على وشك إضافة المشاركة في كأس العالم لكرة الصالات FIFA إلى مسيرته.. هذه واحدة من القصص التي ترمز إلى صعود الرياضة في البلاد.. وبعد أن غابت أنغولا عن النسخ الثماني الأولى من النهائيات العالمية، تتجه إلى الثانية على التوالي.
قال براوليو لـFIFA: "جذوري؟ إنها قصة طويلة، لقد بدأت بلعب كرة القدم للناشئين في ملاعب الكرة الكلاسيكية، ثم قضيت وقتًا طويلاً دون أن ألعب، وفي شارعي كان هناك ملعب رياضي حيث اعتدت اللعب رفقة وأصدقائي".
وأضاف: "كان لدي في مجموعتنا صديق يلعب كرة الصالات، وسألني إذا كنت أرغب في تجربة اللعب مع فريقه، ذهبت وقمت بالتجربة، وأعجب بي المدرب".
وأكد: "في البداية كان الأمر صعبًا، لأن الطريقة التي كنا نلعب بها في الشارع كانت مختلفة تمامًا. لكنني تأقلمت تدريجيًا. لقد تدربت وتدربت وتدربت، ولم أتوقف حتى يومنا هذا. إن التواجد هنا أمر لا يصدق، ولم أتوقع هذا أبدًا لأكون صادقًا".
كما قال براوليو، فقد توقف عن اللعب لبعض الوقت، على الرغم من أنه كان أحد أكثر المواهب الواعدة في أنغولا. ورغم أنه تم اختياره ضمن القائمة الأولية لكأس العالم لكرة الصالات لأول مرة، إلا أن الجناح الموهوب والنحيف لم يحضر التدريبات.
لقد اتضح أنه بتشجيع من الأصدقاء والأقارب، قرر إعطاء فرصة أخيرة للعب في فريق مكون من 11 لاعبًا، وكان يتدرب في بريميرو دي مايو دي بينغويلا، على بعد أكثر من 350 كيلومترًا شمال لوبانغو، في طريقه إلى العاصمة لواندا.
وحول ذلك قال براوليو: "كان الأمر معقدًا بعض الشيء. لقد نُصحت بأنه من الأفضل الاستمرار في لعب كرة القدم الكلاسيكية. ولكن كرة الصالات بدأت للتو في اكتساب شهرة كبيرة، لذا أخذت بهذه النصيحة وواصلت التدريب".
فاجأت أنغولا منتخب مصر بالتغلب عليها 7-3 لتتأهل إلى كأس العالم لكرة الصالات القادمة. وحصلت على المركز الثاني في كأس الأمم الأفريقية لكرة الصالات. مما منحها مساحة من الاهتمام في الصحافة الأنغولية، حيث سحقت أنغولا أوزبكستان 6-1، قبل أن تخسر 2-1 أمام نفس الفريق في مباراة العودة.
وأكد براوليو: "في المباراة الأولى، حصلنا على نتيجة جيدة. لقد تراجعنا للدفاع بكتلة منخفضة، ودرسنا أسلوبهم. ثم شننا هجمات مرتدة بتحولات سريعة".
وأردف: "لكن في المباراة الثانية كان الأمر مختلفًا تمامًا، حيث دافعنا بضغط عالٍ، وحصلنا على الكثير من الفرص لتسجيل الأهداف، وفشلنا في التسجيل في النهاية، وفازوا بالمباراة مستغلين أخطائنا".
واستمر قائلًا: "التوقعات عالية. لم أتخيل أبدًا أنني سأكون هنا في البرتغال للتحضير لكأس العالم، مع الأخذ في الاعتبار أنه عندما بدأت، لم يكن الوصول إلى هذه المرحلة في ذهني أبدًا. الآن الأمر يتعلق بترك كل شيء في يد الله".
في ليتوانيا 2021، خسرت أنجولا جميع مبارياتها الثلاث، ضد إسبانيا وباراغواي واليابان، وخرجت بعد أن سجلت ستة أهداف واستقبلت 16 هدفًا. الآن، في طريقها إلى أوزبكستان، لديها هدف الوصول إلى مرحلة خروج المغلوب من مجموعة تضم الأرجنتين، التي كانت وصيفة في آخر نسختين وبطلة في عام 2016، وأوكرانيا، وأفغانستان التي تشارك لأول مرة.
واسترسل براوليو: "نحن نستعد جيدًا. إذا تأهلنا من مجموعتنا، أعتقد أنها ستكون بطولة جيدة بالنسبة لنا. نحن ندرس الفرق الأخرى، ويجب أن نؤمن بأننا قادرون على تقديم أداء جيد ضدهم، وبعد ذلك، ضد الأرجنتين، التي نعرفها جيدًا، ثم سنرى ما سيحدث".
واختتم حديثه قائلًا: "كلما زادت شعبية كرة الصالات الأنغولية، كلما زادت المواهب التي تخرج من بلادنا إلى أوروبا. من الجيد أن أكون سفيرًا ورائدًا في تاريخ كرة الصالات الأنغولية، لا شيء يجعلني أكثر سعادة من ذلك الأمر".