أحرز صامويل إيتو أول أهدافه في دوري أبطال أوروبا، مع برشلونة ضد شاختار دونيتسك، في 29 سبتمبر 2004 وانتهت المباراة بفوز الفريق الإسباني وشهدها 25 مليون شخص في الكاميرون مسقط رأس إيتو، والذين حظوا بشرف مشاهدة نجمهم صاحب القميص رقم 9، يخطو أولى خطواته مع ناديه الجديد.
وبالتزامن تقريبًا مع افتتاح إيتو لسجله التهديفي مع برشلونة، في أهم بطولة للأندية في أوروبا، أنجبت إمرأة شابة تُدعى باتريشيا إيتو مولودتها الأنثى التي أطلقوا عليها اسم ناعومي، في مستشفى بالعاصمة الكاميرونية ياوندي.
ومع لقب كهذا، وبالرغم من عدم وجود صلة قرابة بينها وبين المهاجم الرائع، إلا أنه على ما يبدو كان مقدّر لها أن تصبح نجمة في ساحة كرة القدم الكاميرونية.
واستمتعت إيتو بطفولة سعيدة في ياوندي، وفي عامها الأول في المدرسة حدث شيء كان من شأنه تغيير حياتها.
وأوضحت إيتو في مقابلة مع FIFA، قائلة: "كان الأولاد يلعبون كرة القدم ويحتاجون فتاة تجلب الكرة، لذلك تطوعت للقيام بذلك. ولكن في كل مرة كنت أذهب لإحضار الكرة، كنت أبدأ بمراوغتها بدلًا من إعادتها إلى اللعب. لقد جاءت المهارات والحركات إليّ بشكلٍ طبيعي، وفي أحد الأيام دعوني للعب معهم. أتذكر نفسي وأنا أراوغهم وأسجل هدفًا".
ومع مرور السنين، أصبحت نجمة الحي الذي تسكنه، حيث نالت إعجاب كبار السن هناك. ونادرًا ما شوهدت بدون كرة في يديها.
وقالت إيتو: "اختارتني كرة القدم، وليس العكس".
وسرعان ما ذاع صيت براعة الفتاة التي يلقبونها أيضًا بـ"لا إيتو"، ووصل إلى إدارة أكاديمية روجيه ميلا لكرة القدم (RMFA)، والتي قامت بدعوتها للانضمام إليها في عام 2020، على الرغم من معارضة والدتها.
وتتذكر إيتو، التي تلعب في خط الوسط، قائلة: "بالتفكير فيما مضى، استطيع القول بأنها كانت خائفة من رحيلي. أنا ابنتها الوحيدة، ولا أعتقد أنها كانت تتوقع لي هذا المسار عندما أنجبتني. اضطررت إلى التوسل إليها حتى تسمح لي بالمغادرة، لأنني أدركت حينها أن كرة القدم هي حياتي".
وأدت عزيمة إيتو على النجاح إلى اكتشافها في عام 2021 من قبل "فورس أرمي إي بوليس" أحد أكبر الأندية في ياوندي. والآن مع فريق "أمازونيس" أصبحت واحدة من نجمات الدوري الكاميروني للسيدات، حيث تم اختيارها كأفضل لاعبة في موسمها الأول بالدوري.
واستمر صعودها السريع باستدعائها للمنتخب الأول، لخوض مباراة كينيا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية للسيدات. وخسرت الكاميرون 4-3 بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين 1-1 في مجموع المباراتين، وفشلت في التأهل إلى النهائيات القارية، وهي خيبة أمل سرعان ما تغلبت عليها إيتو بمساعدتها منتخب تحت 20 سنة، على ضمان تأهله لبطولة كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA كولومبيا 2024.
وأضافت إيتو: "لم تتأهل بلدنا مطلقًا إلى كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة، قبل أن يأتِ جيلنا. لم أكن أرغب في تحمل نكستين خلال بضعة أشهر. لم استطع تفويت هذه الفرصة. لقد كان هذا بمثابة تعويض بالنسبة لي".
وتأهلت الكاميرون إلى كولومبيا 2024، بفوزها على مصر 5-3 في مجموع مباراتي الدور الأخير من التصفيات الأفريقية. وقبل المباراة، منح المدرب حسن بالا شارة القيادة إلى إيتو، في رسالة واضحة بأنها قادتهم إلى كأس العالم.
وتابعت: "لقد أوقعتنا القرعة في مجموعة صعبة. أستراليا والمكسيك وكولومبيا البلد المضيف، منافسون أقوياء في ظهورنا الأول بكأس العالم. وكما نقول في وطننا، ‘انتهى وقت المزاح’. سنكون جادين تمامًا عندما نذهب إلى هناك."
واختتمت إيتو حديثها بابتسامة مرحة، قائلة: "نحن ذاهبون أيضًا للفوز، لأن لدينا القدرة على ذلك."