جنوب فرنسا الدافئ والمشمس، وتحديداً
منطقة "شاتونوف لو روج" التي أقام فيها منتخب فرنسا الأولمبي معسكره
الأساسي، يعكس الأجواء والحالة المزاجية في فريق تيري هنري منذ عدة أسابيع.
قائد الفريق
ألكسندر لاكازيت يستمتع بشكل واضح بالأجواء قبل البطولة، وقال في مقابلة حصرية مع
موقع الفيفا: "نحن مثل مجموعة من الأصدقاء الذين يعيشون معاً، نتفاهم جميعاً
بشكل جيد".
وأضاف: "أنا سعيد جداً بوجودي هنا، لقد انضممت إلى مجموعة متماسكة، مع لاعبين
أذكياء، محترمين وشغوفين بكرة القدم".
وبفضل
الانتصارات الساحقة الأخيرة في المباريات الودية (4-1 ضد باراغواي و7-0 ضد جمهورية
الدومينيكان) فإن التفاؤل مرتفع جداً لدرجة أن المدرب هنري قال إنه "لم يرَ
مجموعة تعيش معاً بهذه الطريقة من قبل".
أجواء أخوية،
نتائج مشجعة، مناخ صيفي... البوادر الأولى تبدو واعدة للفريق وهدفهم الآن واضح
للجميع، قال لاكازيت، الذي سجل هدفين ضد الدومينيكان في تولون في 11 يوليو:
"لدينا جميعاً الطموح نفسه، الذهاب حتى النهاية والفوز بميدالية".
كونه انضم
حديثاً إلى الفريق، يعترف مهاجم ليون بأنه لم يتخيل أبداً أنه سيشارك يوماً ما في
الألعاب الأولمبية ويكون قائد منتخب فرنسا الأولمبي، قبل قبول هذا التحدي الفريد،
كان المهاجم السابق لأرسنال، الذي يُسمح له بالمشاركة كواحد من بين ثلاثة لاعبين
تزيد أعمارهم عن 23 عاماً بجانب جان فيليب ماتيتا ولويك بادي، حريصاً على التحدث
مع هنري.
وقال اللاعب
البالغ من العمر 33 عاماً: "أردت أن أعرف ما يريده مني. تحدثنا فقط عن كرة
القدم ومشاركتي في الملعب، كنت سعيداً حقاً، لأنني لم أكن أرغب في الحضور والقيام
بدور الأخ الأكبر فقط."
قرر هنري أن
يمنحه شارة القيادة، وعلّق لاكازيت على هذا الشرف: "أنا فخور جداً، لأن هذا
يظهر أنه طوال مسيرتي المهنية، كنت مثالياً بما يكفي لأتحمل هذه المسؤولية. أنا
سعيد لأن المجموعة قبلتني كقائد، ولم يكن هناك أي حسد."
اعترف القائد
الجديد بأنه يعتمد على خبرته مع الأندية (ليون وآرسنال)، أكثر من اعتماده على ماضيه
مع المنتخب الفرنسي، الذي شمل الفوز ببطولة أوروبا تحت 19 سنة في 2010، والحصول
على المركز الرابع في كأس العالم تحت 20 سنة في 2011 (وجائزة الحذاء البرونزي) و16
مباراة دولية بين 2013 و2017.
قال لاكازيت:
"آخر ظهور لي مع المنتخب الفرنسي كان منذ وقت طويل. كان علي التعامل مع هذا
الإحباط، لكنه لم يكن سيئاً تماماً، حيث تمكنت من تكريس المزيد من الوقت لعائلتي.
لا أزال أدعم المنتخب الفرنسي، لا يزال لدي أصدقاء في الفريق وتابعت اليورو [يورو
2024] عن كثب. لكني أعلم أنني لن أُستدعى مجدداً، لذا توقفت عن التفكير في ذلك."
كل تفكيره الآن
متجه نحو مباراة فرنسا الافتتاحية في الألعاب الأولمبية ضد الولايات المتحدة
الأمريكية يوم الأربعاء 24 يوليو، في ملعب مرسيليا الذي غالباً ما يكون مفعماً
بالحيوية. وأضاف لاكازيت: "حقيقة أن الألعاب تقام على أرضنا ستزيد من
تحفيزنا. وجود دعم الجماهير خلفنا ومعرفة أن عائلاتنا وأصدقائنا سيكونون هناك
أيضاً، يجعل الأمر أفضل. لا أعتقد أن هناك أي ضغط إضافي، بل على العكس."
إذا كانوا
يريدون الفوز على الولايات المتحدة الأمريكية والانطلاق بشكل قوي في المنافسة،
سيتعين على لاكازيت ورفاقه اتباع فلسفة هنري الهجومية حرفياً، وقد أقام قائد فرنسا
علاقة قوية مع مدربه الجديد. واعترف قائلاً: "كان تيري مثلي الأعلى عندما كنت
صغراً".
وأضاف:
"كنت أراه كثيراً في لندن عندما وقعت لأرسنال. لديه حس فكاهة رائع، يضحك كثيراً
ويحب قضاء الوقت مع لاعبيه، لكنه أيضاً يعرف كيف يكون حازماً عندما يحتاج الأمر.
بمجرد أن نحتاج إلى التركيز في العمل، لا يوجد وقت للمزاح".
وواصل: "من الناحية التكتيكية، هو متقدم للغاية في تفكيره. يريد منا أن نعرف
متى نضغط ونستعيد الكرة في المناطق الأمامية من الملعب، واعتماداً على حالة
المباراة، نلعب كرة قدم مباشرة أو نلعب بأسلوب يعتمد على الاستحواذ وتمرير الكرة
أكثر. يريد منا أن نستمتع ونقدم عرضاً للجماهير."
كلمة "الاستمتاع" ستسعد
مشجعي كرة القدم الفرنسيين، الذين شعر العديد منهم بالإحباط من أداء رجال ديدييه
ديشامب خلال يورو 2024. قد تكون الألعاب الأولمبية فرصة لخلق ارتباط بين منتخب كرة
القدم ومشجعيه، كما فعل الرياضيون الآخرون من قبلهم.
وقال لاكازيت:
"عندما أفكر في الألعاب الأولمبية، أفكر بشكل أساسي في إنجازات لاعبي كرة
اليد الفرنسيين والرياضيين الكاريبيين. الآن، نعرف ما يجب علينا فعله وما نريد
تحقيقه، وهو الفوز بميدالية أخرى لفرنسا."