تريند

كاساس واثق من قدرة العراق على إنهاء الانتظار الطويل والتأهل للمونديال

بحلول الوقت الذي تنطلق فيه نهائيات كأس العالم لكرة القدم في عام 2026، سيكون قد مرَّ 40 عامًا منذ ظهور العراق للمرة الأولى-والوحيدة حتى الأن- في المحفل العالمي. 

قبل إجراء قرعة الدور الثالث من التصفيات الأسيوية لكأس العالم القادمة، أعرب مدرب الفريق خيسوس كاساس عن ثقته في قدرته على المساعدة في إنهاء الإنتظار الطويل الذي عانى منه المنتخب الغرب آسيوي.

أسماء مثل أحمد راضي ورعد حمودي وحسين سعيد محفورة بشكل لا يُمحى في فلكلور كرة القدم العراقية، وهم يتواجدون بفخر إلى جانب بقية عناصر الفريق المكون من 22 لاعباً الذين مثلوا البلاد في أول ظهور لهم في نهائيات كأس العالم عام 1986 في المكسيك.

كان هذا هو وضع البلاد في كرة القدم الآسيوية في ذلك الوقت، ولم يكن أحد يتوقع أنه بعد مرور ما يقرب من أربعة عقود لن يتمكن العراق من العودة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

ومع ذلك، فإن هذا هو الوضع الذي يعتزم خيسوس كاساس تغييره عندما تنطلق التصفيات الآسيوية - الطريق إلى كأس العالم 2026، في الـ26 من أيلول/سبتمبر القادم.

وفي حديث خاص للموقع الإلكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قال المدرب الإسباني قبيل إجراء قرعة الدور الثالث من التصفيات الآسيوية لكاس العالم، المقررة يوم الخميس: "سيكون التأهل بمثابة حلم بالنسبة لنا".

وأضاف: "من الواضح أنه لدي ثقة كبيرة في لاعبي فريقي، وكادر العمل بشكل عام، لكن الأمر لن يكون سهلاً".

وتابع: "سنواجه خلال الدور القادم منافسين أقوياء في كل مباراة، لأنهم أفضل الفرق في آسيا. لكن لدينا الإمكانيات، وأنا متأكد أننا قادرون على المنافسة بقوة".

وأوضح: "لقد شاهدنا ذلك في كأس آسيا 2023 في قطر؛ بطاقة حمراء واحدة، هدف واحد، خطأ واحد، بتفاصيل صغيرة يمكن أن تتغير مجريات المباراة. لدي ثقة كبيرة في فريقي، وأنا متأكد من أن لدينا الإمكانيات، ولكن علينا أن ننتظر".

وأشار كساس، بالقول: "الشيء الأكثر أهمية هو الانتقال من مباراة إلى أخرى، والتركيز على هذا فقط لأن التفكير في التأهل برمته ليس له معنى.
 يجب أن نركز على المباراة الأولى وبعد ذلك سنركز على المباراة التالية".

على الرغم من سجلها المحدود في كأس العالم، فإن مكانة العراق بين الطبقة العليا في آسيا، ونادراً ما كانت موضع شك، حتى في ظل الاضطرابات التي عانت منها البلاد منذ أوائل التسعينيات.

تم التأكيد مجدداً على مكانة منتخب العراق في شهر آذار/مارس عندما حقق فريق المدرب كاساس فوزه الرابع على التوالي في المجموعة السادسة ضمن الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المشتركة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 في السعودية.

الانتصار الصريح 5-0 على الفلبين، ضمن تقدم المنتخب العراقي إلى الدور التالي وكذلك إلى نسخة 2027 من البطولة القارية، وأكد على مواصلة التحسن داخل الفريق الذي شهدناه خلال كأس آسيا 2023 في قطر.

خلال عامه الأول في منصبه، قاد كاساس منتخب العراق إلى لقب كأس الخليج 2023، بينما حصل فريقه في كانون الثاني/يناير على صدارة مجموعته في كأس آسيا، وكان فوزه 2-1 على اليابان بطلة آسيا أربع مرات هو الأكثر لفتًا للأنظار، سلسلة من العروض الرائعة في قطر قبل خروجهم المفاجئ في دور الـ16 على يد جاره الأردن.

كان الفوز على فريق المدرب هاجيمي مورياسو، الذي دخل البطولة وهو المرشح الأقوى لنيل اللقب، بالإضافة إلى الانتصارات على فيتنام وإندونيسيا، بمثابة إشارة إلى مكانة العراق المتطورة كدولة قادرة مرة أخرى على المنافسة على الألقاب الكبرى في القارة الآسيوية.

ويقول المدرب البالغ من العمر 50 عاماً عن أداء فريقه حتى الآن في التصفيات الآسيوية لكأس العالم: لم يكن من السهل الفوز بجميع مبارياتنا. فقد كان لدينا بعض الأهداف التي نتطلع لتحقيقها، لأن الهدف الرئيسي كان التأهل إلى الدور التالي، وكان الهدف الآخر هو التأهل إلى كأس آسيا المُقبلة.

وأردف: "أردنا أن تتاح لنا الفرصة لبناء المنتخب الوطني بشكل جدي وتحسين تصنيفنا العالمي. كنّا نُدرك أن التصنيف في الدور الثالث يعتمد على تصنيف المنتخبات حسب التصنيف العالمي، ولحسن الحظ تجاوزنا السعودية وسنكون في المستوى الثاني لكن هذا لا يعني شيئا لأن الدور المُقبل سيكون صعباً للغاية".

وأشار، بالقول: "في كرة القدم من المستحيل الفوز بسهولة، إذا نظرت إلى جميع مباريات التصفيات، أعتقد أن اليابان وأستراليا ونحن، ثلاثة منتخبات فقط، فازت بجميع مبارياتها، وأعتقد أنك في كل مباراة تحتاج إلى الموهبة، وتحتاج إلى الحظ، وتحتاج إلى الكثير من الأشياء".

وبيّن قائلاً: "من المستحيل عدم ارتكاب أي خطأ في المباراة. أعتقد أننا نستحق كل الانتصارات التي حققناها. كنّا متفوقين في جميع المباريات وكان الحظ يحالفنا في بعض الأحيان؛ في فيتنام على سبيل المثال، أو أمام الفلبين، فقد كنّا نستحق الفوز في كلتا المباراتين، كرة القدم هكذا".

تولى كاساس تدريب منتخب العراق في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، ومنذ وصوله، سعى مساعد مدرب إسبانيا السابق إلى دمج المواهب المحلية والصاعدة والمحترفة في الخارج فريق واحد.

مع تأهل العراقيين إلى دورة الألعاب الأولمبية بعد حصولهم على المركز الثالث في بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً 2024 في قطر في أيار/مايو الماضي تحت قيادة المدرب راضي شنيشيل، يتمتع كاساس بإمكانية الوصول إلى مجموعة من اللاعبين الشباب الموهوبين الذين سيضيفون وزناً كبيراً إلى مكانة البلاد.

وقال المدرب الإسباني: "منذ اللحظة الأولى عندما وصلت إلى المنتخب العراقي، كانت لدي فكرة واضحة، نحن بحاجة إلى أن نكون عائلة، نحن بحاجة إلى أن نكون متشاركين. لا توجد طريقة أفضل للنجاح، إذا كان أحد اللاعبين يفكر بعقلية أخرى أو لديه فكرة أخرى، أعتقد أنه من المستحيل أن يكون معنا".

وشدد: "لم تكن لدي مشاكل مع العديد من اللاعبين، ولا أمانع إذا ولدوا في العراق أو السويد أو إنكلترا. إذا ما تمكنت من رؤية الأجواء الجيدة داخل المنتخب، فهذا يعني أنه لا توجد لدينا أي مشاكل. جميع اللاعبين يمزحون فيما بينهم وهذه أخبار رائعة بالنسبة لنا".

وأكد بقوله: "لدينا الكثير من اللاعبين الشباب في صفوف المنتخب الأول والمنتخب الأولمبي وفي المستقبل سوف يستمر العراق في التطور، فعلى مدار الخمسة عشر أو العشرين عاماً الماضية في العراق، كان الوضع صعباً للغاية بالنسبة للبلاد، رغم أن العراق يتمتع بإمكانات كبيرة في كرة القدم".

وأضاف: "آمل أن نستعيد مكانتنا في السنوات المُقبلة. اللاعبون الشباب في المنتخب الأولمبي سيكونون معنا في الوقت المناسب".

وفي دولة شغوفة بالرياضة مثل العراق، فإن كل هذه الوعود تزيد من انتظار الجماهير لتحقيق النجاح، لكن كاساس ينظر إلى هذه المطالب على أنها جزء من وظيفته.

وقال: "في لعبة كرة القدم، في كل مكان، يتعرض المدربون للضغوط. أشعر بالحب من العراق.. وأنا بدوري أشعر بالناس، فالمشجعون في العراق متحمسون للغاية، وهم بالتأكيد يدعمون منتخبهم الوطني والجهاز الفني".

وختم: "أشعر حقاً بحبهم، نحن نحاول دائماً تحقيق الفوز. هذه هي كرة القدم والأمر ليس سهلاً، في بعض الأحيان نخسر، لكنني أقول دائماً إننا بحاجة إلى الأشخاص الإيجابيين وأنا متأكد من أنهم سيكونون معنا".



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-